فتحى أسوأ ممرر للكرة،هجوم بلا أنياب،التسديد علامة استفهام، أداء "فضل" سلبي و تغييرات جوزيه متأخرة

حان وقت مراجعة النفس وإعادة الحسابات .. هكذا يجب أن يفكر الكبار ، فلا الخروج من بطولة أو حتى اثنتين هو نهاية العالم ، فعندما تمتلئ خزائنك بمئات البطولات المحلية والقارية وحتى الألقاب الراقية العالمية ، فلن يضيرك كثيرا أن تفقد فرصة المنافسة على بطولات جديدة .. ولأنه لا يوجد فريق فى عالم كرة القدم يمكنه الفوز دوما بلا توقف ، فعلى كل من يشجع ناديه أن يستعد ليوم يغادر فيه فريقه أى بطولة ، وعليه أن يتحمل خيبة الأمل لبعض الوقت ، ثم يبدأ مجددا فى شحن بطاريات الحماس والتشجيع لأن فريقه سيعود فى يوم آخر إلى منصات التتويج .. فما بالك بفريق عريق كبير يحمل من الكؤوس والبطولات والألقاب ما يكفى فرق قارة ، وليس دولة واحدة ، لتكون فوق القمة لسنوات طوال ! .. هكذا هى الحياة ، وهذا هو حال كرة القدم .. ومن يدرك تلك الحقيقة فقط ، هو من يستحق لقب .. مشجع !






مقدمة – فى رأيى المتواضع – لابد منها ، خاصة مع حالة الإحباط الغريبة التى أصابت كل مشجعى المارد الأحمر ، الذى لا يكل أو يمل من حصد البطولات واحدة تلو الأخرى ، وعندما يتراجع أو يسقط ، فإنه ينهض سريعا وبقوة تعيده إلى حالة التوهج والنجاح التى لا تفارقه إلا سوى مرات نادرة ، تمنح خلالها بعض المنافسين الفرصة للتنفس بهدوء وراحة ليقتنصوا بطولة أو اثنتين ، قبل عودة بطل القارة المتوج حتى الآن – وحتى بعد تلك البطولة أيا كان الفائز بها – وبطل مصر الأول على مستوى كل البطولات المحلية ، فأرقامه تحتاج إلى مئات السنين ليقترب منه أى منافس ... هذا هو الأهلى يا سادة ، الأهلى العظيم الذى يشرف كل من ينتمى إليه بوجود هذا الكيان الراقى الرائع فى حياته .. وكلما زاد النقد ، وعلت الأصوات الساخرة ، وانقلب البعض عليه .. أيقنت تماما أن الأهلى كبير ، كبير بحق ، وبكل ما تحمله الكلمة من معانى .. كم أنت أسطورى يا أهلى !

لكن ... لأن الأهلى ومشجعيه وجهازه ولاعبيه يختلفون عن آخرين ، فإن الحقيقة المجردة واضحة أمامهم تماما ، الأخطاء تبرز ويعترفون بها ، الهفوات توضع تحتها الخطوط ليتم تصحيحها ، المسئولية يتحملها الجميع بلا هروب ... ولهذا أيضا ، نلتزم بتقديم الحقيقة بلا مواربة ، والحقيقة تؤكد أن الجهاز الفنى يتحمل الجزء الأكبر من خسارة مباراة الكأس أمام انبى ، ويتحملها اللاعبون الذى أدوا المباراة وكأنهم فى سنوات عمرهم الأولى بالملاعب ، فما المشكلة فى أن يخسر الأهلى بطولة أفريقيا ويغادرها ؟ وكيف لا يتم تجاوز الآثار النفسية لهذا الخروج من لاعبين كبار ؟ وأين دور الطبيب النفسى فى هذا كله ؟ ... كله أسئلة تحتاج إلى إجابة ، ولكن فى رأيى الأهم منها هو لماذا تراكمت كل هذه الأخطاء الفنية ، الجماعية والفردية فى تلك المباراة ؟

أغلب من تابعوا اللقاء أدركوا – قبل كل أفراد الجهاز الفنى – أن الفريق تأخر كثيرا جدا فى إجراء تبديلاته ، خاصة مع حالة بعض لاعبى الهجوم وضرورة إجراء تعديل فى الخطة والمراكز بشكل يسمح للأهلى بتجاوز حالة الترهل والبطء والعشوائية التى دامت أكثر من ساعة كاملة ! .. وحتى عندما أجرى الجهاز الفنى تبديلاته ، حملت الكثير من العشوائية وعدم التروى والتفكير الجيد .. ولا يمكن قبول تكرار نفس خطأ مباراة الترجى ، خروج أبو تريكه ، العقل المفكر للفريق ، رغم كل المحاولات البائسة التافهة فى التقليل من مستوى اللاعب ، الذى يقدم أداءا أفضل كثيرا مما قدمه فى الموسم الماضى ، وبالأرقام هو أحد أفضل اللاعبين فى مباريات الفريق الاخيرة .. ويكرر الجهاز الفنى الخطأ الأكبر له بسحب اللاعب الوحيد القادر على تحريك كل خطوط فريقه ، ولو بنصف قدم ، وإلقاء الثلاثى الجديد فى أتون المباراة التى تسير فى غير صالح الفريق !

إذا تجاوزنا عن تأخير التغييرات ، وتبريره بأى سبب أيا كان ، فعندما يتأخر فريقى بهدف بينما لم يقدم طوال 70 دقيقة لعب أى مؤشر إيجابى ، ففى رأيى كان الأفضل هو ترتيب التغييرات كالتالى ( دخول جونيور بالفعل بديلا لمحمد فضل ، فالوافد الجديد لن يكون أسوأ أبدا من الأخير ) ، وفى نفس اللحظة – لأننا ارتضينا أن نجرى التبديل فى وقت متأخر – الدفع بــ "عبد الله السعيد" بديلا لأحد لاعبى الدفاع ( وأعتقد أن الأقرب كان وائل جمعه ) خاصة مع وجود "ديفونيه" المزعج السريع المؤثر ( وهو أفضل لاعب بديل فى الدورى المصرى موسم 2010/2011 على الإطلاق ) .. وفى تلك الحالة ستقود فريقك بخطة 4/4/2 وبلا أى هزة مفاجئة فى أى من خطوطه ، فلن تخرج لاعب الجبهة اليسرى المجتهد"أحمد شديد" ، ولن تبعد صانع ألعابك الأول"أبو تريكه" ( وأكررها رغما عن أنف كارهيه ممن ذاقوا طويلا مرارة الهزيمة بسببه ، أو حتى من لا يجيدون قراءة مستوى كل لاعب ويتركون آذانهم لكل ما يقال ، حتى لو باطل ) ، كما أنك ستفوز بصانع لعب إضافى حقيقى سيجد فيمن حوله ملاذا وسكينة ، قد يدفعانه ليكون نجم اللقاء ( وأعنى عبد الله السعيد ) .

أما دخول وليد سليمان مع نهاية اللقاء ، فى حالة الحاجة إلى هذا ، سيكون منطقيا حسب سير أحداث المباراة أو دخلوها فى الوقت بدلا من الإضافى إذا ما تمكن الفريق من إدراك التعادل ... وربما يجب أن أعود إلى الخلف بخطوات واسعة لأتعجب كثيرا من عقاب "دومينيك" و آخرين – إذا ما صحت الأخبار عن هذا الأمر – فحتى لو أن ما يقدمونه مؤخرا مع الفريق غير مرضى ، فإن الإبعاد التام ليس عقابا لهم ، بل هو عقابا للفريق ، الذى وجد نفسه فجأة بلا بديل قوى مؤثر شارك مع الفريق ويمتلك حساسية كافية لخوض أى مباراة ، بدلا من لاعب عائد من الإصابة يجد نفسه فجأة مطالبا بإنقاذ الفريق من هزيمة !

بالطبع كانت كل تلك الأمور ستجد حلولا أفضل لو بدأ الجهاز الفنى مبكرا بإجراء تغييراته ، خاصة فى خط الهجوم ، الذى كان يمكن سحب لاعبين منه تدريجيا بدون أن يتأثر الفريق ، بل على العكس ، ربما منحت تلك الفكرة فرصة جيدة للفريق لكى يتخلص من الأداء العجيب الذى قدمه طوال أغلب فترات المباراة .

ربما حملت السطور السابقة رؤية خاصة لشكل وطبيعة تكتيك الفريق فيما يخص الجهاز الفنى ، فهو يتحمل النسبة الأكبر بكل أمانة – وكما أفردت عاليا – فى تلك الخسارة ، ولكن تبقى الكثير من علامات الاستفهام التى تدور حول أداء خطوط الفريق ، سواء على المستوى الجماعى والفردى ، كما سيبرز فى أرقام وإحصائيات المباراة .. إلا أن هناك بعضها نسرده سريعا ، فمن يحاسب الجناح الأيمن على تمريراته العرضية الخاطئة تماما ؟ ومن يحاسبه أيضا على الكم الهائل من التمريرات الامامية الخاطئة ، وهو ليس وحده ، فأغلب خطوط الفريق تبارت فى تمرير الكرة للأمام بشكل خاطئ ؟ من سيبحث عن حلول لمعدل فقد الكرة الكبير فى الخطوط الأمامية ؟ من سيحاسب رأس الحربة الصريح على عدم تعامله بشكل سليم مع أغلب الكرات التى وصلته ، بل وتجاوز هذا بمعدل تمرير سئ جدا للكرة ؟ من سيحاسب لاعب ارتكاز الوسط الذى يتحدث عنه الجميع وكأنه أسطورة بينما معدلات تمريره للكرة – وهى مهمته الأساسية هنا – تصل إلى أرقام عجيبة للغاية ؟ من سيبحث عن تبرير لحالة أفضل مدافع وسط فى السنوات الأخيرة والتى تتراجع من مباراة لمباراة ؟ من و من و من و من ..... إذا أجاب المسئولون عن تلك الأسئلة واعترفوا بتلك الأخطاء ، سيعود الأهلى بسرعة البرق إلى القمة !

وما بين الاعتراف بالتقصير والخطأ ، وبين احترام الفريق وقدرته على العودة مرة أخرى إلى سابق عهده ، يدور الحديث ولا ينقطع ، ومع استمرار البحث عن المجد والتفوق ، سيزداد حماس الجمهور العاشق لفريقه ويقسو عليه ، وكلما تجاهل الفريق تلك الألسنة السليطة ذات العقول الخاوية باحثا عن أسباب التراجع الحقيقية ، زاد حنقهم وغضبهم وأمراضهم النفسية التى تظهر بكل قوة مع إخفاق لكبير الكرة المصرية .. ولن يكفوا عن هذا ، إلا عندما يتعرضون إلى لكمة كروية جديدة من الأهلى تعيدهم إلى موضعهم ومكانتهم الحقيقية .. فإلى هذا الحين بإذن الله ، وهو ليس ببعيد !


التحليل الرقمي للمباراة

الإحصائيات العامة للقاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ














BY pepo star 10

منتديات جوو نت منتداك الدائـــم